**وانك لعلى خلق عظيم**
الحمد لله رب العالمين....والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين
قد يعجب احدنا بشخص عندما يسمع اطراء الناس عليه
ومدحهم لأخلاقه العالية
فكيف يكون الحال اذا سمعنا بمن مدحه رب الكون من فوق سبع سماوات؟؟
وانك لعلى خلق عظيم
وأحسن خلق الله خلقا وخلقة *** وأنفعهم للناس عند النوائب
وأجود خلق الله صدرا ونائلا *** وأبسطهم كفا على كل طالب
واعظم حر للمعالي نهوضه *** الى المجد سام للعظائم خاطب
ترى أشجع الفرسان لاذ بظهره *** اذا احمر باس في بئيس المواجب
قد يتساءل من لا يعلم قدر محمدصلى الله عليه وسلم.....وكيف يكون خلق من مدحه الله من فوق سبع سماوات؟؟؟
هذه للسائل لمحة نطل فيها اطلالة بسيطة على عظمة خلق سيد الخلق وحبيب الحق
ر..نا الله واياكم حب نبيه صلى الله عليه وسلم وحسن اتباعه
(((روى الطبراني عن عبد الله ابن سلام بسند رجاله ثقات.عن زيد ابن سعنة -وهوالحبر الكبير من أحبار اليهود-أنه قال://ما من شيئ من علا مات النبوة الا وقد عرفته في وجه محمد حين نظرت اليه الا خصلتين لم أختبرهما فيه:
الاولى:يسبق حلمه جهله
والثانية:لا تزيده شدة الجهل عليه الا حلما//
يقول زيد ابن سعنة:فخرج محمد صلى الله عليه وسلم يوما من الحجرات مع علي ابن ابي طالب .واذا برجل من الأعراب يقبل على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول:
//يا رسول الله ..ان قومي دخلوا في الاسلام طمعا .فلقد أخبرتهم أنهم ان دخلوا في الاسلام أتاهم ر..هم رغدا...وقد نزلت بهم اليوم شدة وقحط ..فأخشى أن يخرجوا من الاسلام طمعا كما دخلوا فيه طمعا ..فان رأيت أن تبعث لهم بشيئ تعينهم به فعلت يا رسول الله//
فالتفت الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم –صاحب الخلق العظيم- الى علي ابن ابي طالب .وسأله
"هل عندنا شيئ من المال ؟؟؟"
فقال علي://لا والله يا رسول الله لقد نفذ المال كله//
يقول زيد ابن سعنة
//فدنوت من محمد صلى الله عليه وسلم وقلت له:يا محمد هل تبيعني تمرا معلوما في حائط بني فلان الى أجل معلوم ؟؟؟//
فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
نعم ولكن لا تسمي حائط بني فلان(ابيعك تمرا معلوما الى أجل معلوم لكن لا تسمي حائط بني فلان )"
يقول زيد ابن سعنة: فوافقت على ذلك فأعطيت النبي ثمانين مثقالا من الذهب..فأخذها كلها فأعطاها للأعرابي وقال :
"اذهب الى قومك فاعنهم بهذا المال "
فانطلق الأعرابي بالمال كله
يقول زيد ابن سعنة :
ولم يمضي غير قليل من الوقت فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم مع أبي بكر وعمر وعثمان ونفر من أصحابه ...وقد صلى جنازة على صاحب له وذهب الى حائط ليجلس تحت ظله
فاقترب منه زيد ابن سعنة ...ونظر الى النبي صلى الله عليه وسلم بوجه غليظ وقبض النبي بمجامه ثوبه- بابي انت وأمي يا رسول الله – وهز الحبر اليهودي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول له:
//اد ما عليك من حق يا محمد ...فوالله ما علمتكم يا بني عبد المطلب الا مطلا في سداد الحقوق وآداء الديون//
فالتفت اليه عمر ابن الخطاب رضي الله عنه وعينه تدور وقال له: يا عدو الله...أتقول لرسول الله ما أسمع وتفعل برسول الله ما أرى؟؟؟والذي نفسي بيده لولا أني أخشى غضبه لضربت رأسك بسيفي هذا
يقول زيد ابن سعنة
وأنا أنظر الى النبي صلى الله عليه وسلم ..واذا بالرسول ينظر الي في سكون وهدوء ...ثم التفت النبي صلى الله عليه وسلم الى عمر ابن الخطاب رضي الله عنه وقال له:
"يا عمر..لقد كنت أنا وهو في حاجة لغير ذلك...يا عمر..لقد كان من الواجب عليك أن تأمرني بحسن الآداء وتأمره بحسن الطلب "
فوقف زيد ابن سعنة مبهوتا أما هذا القدر من الخلق
فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر:"يا عمر ..خذه وأعطه حقه وزده عشرين صاعا من ثمري جزاء ما روعته "
يقول زيد ابن سعنة:
فأخذني عمر بن الخطاب فأعطاني حقي وزادني عشرين صاعا من ثمر ..فقلت :وما هذه الزيادة يا عمر؟؟؟
فقال له عمر:أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أزيدكها جزاء ما روعتك
فالتفت الحبر اليهودي الى عمر ابن الخطاب وقال له:ألم تعرفني يا عمر؟؟
قال :لا
قال: أنا زيد ابن سعنة
فقال له عمر: حبر اليهود؟؟
قال :نعم
قال فما حملك على أن تقول لرسول الله ما قلت؟وتفعل برسول الله ما فعلت؟
فقال زيد:
//يا عمر ..ما من شيئ من علامات النبوة الا وقد عرفته في وجه محمد حين نظرت اليه الا
خصلتان لم أختبرهما فيه:
الاولى:يسبق حلمه جهله
والثانية:لا تزيده شدة الجهل عليه الا حلما
أما وقد عرفتهما اليوم في رسول الله
فاني أشهدك يا ابن الخطاب أني أشهد أن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله))))))
اللهم صلي وسلم على من زكيته في بصره فقلت (ما زاغ البصر وما طغى)
وزكيته في فؤاده فقلت (ما كذب الفؤاد ما رئ)
وزكيته في شرعه فقلت (ان هو الا وحي يوحى)
وزكيته في معلمه فقلت (علمه شديد القوى)
وزكيته في عقله فقلت (ما ضل صاحبكم وما غوى)
وزكيت شرعه فقلت (وما ينطق عن الهوى)
وزكيته كله فقلت(وانك لعلى خلق عظيم)
روحي الفداء لمن أخلاقه نطقت *** بوصفها الكتب والمسطور بالقلم
هذا الثناء وذا المديح لأحمد *** من ربه فاطرب له وترنم
وقل السلام عليك يا خير الورى *** أغناك ربك عن مديح العالم
وحباك ما ترضى في سورة الضحى *** أكرم بوعد مبرم ومعظم
صلى عليك اله ما فلك جرى *** وفق الاوامر في نظام محكم
الخميس فبراير 25, 2010 2:54 pm
